قتال .. الأحبة!!
قال الراوى..
- اندفع بركات على حصانه شاهراً الحسام.. وهو يصيح صيحات الحرب ألحان الانتقام…
يا رزق لا تهرب
قد جاءك الفرسان
أخرج إلى الحرب
هيا إلى الميدان
بركات جاء إليك
يجزيك صنع يديك
نار على عينيك
تكشف لنا ما كان !
وانقض من ورائه فرسان بنى زحلان كالريح العاصف، يدفعهم للانتقام من زرق ما أصاحب ملكهم على يديه.. ساعتها فوجئ بنو هلال بالهجوم الخاطف فأسرعوا مذعورين واستطاع البعض الوصول إلى سلاحه.. بينما سقط الكثيرون قبل أن يتمكنوا من الوصول للخيول..
كان الخبر الذى وصلهم، أن بركات قد عرف أنه ينتمي إليهم .. وتوقعوا أن يمتنع عن قتالهم.. ولذا اطمئنوا وفرحوا بهذا الظن السعيد.. حتى فوجئوا بالهجوم الجديد، فأسرعوا يحتمون بالدروع والزرد الحديد، هيها.. هيهات .. كان الوقت قد فات .. وأعمل فيهم بركات وأصحاب السيوف فقتلوا منهم قبل أن يفتقوا المئات وجرحوا الألوف!!!.
وهنا خرج الأمير سرحان حيران، لا يكاد يصدق ما يرى.. فأمتطى الحصان بلا سلاح يريد أن يمنع ما جرى… كان يظن أن بركات سيلاقيه بالأحضان.. وسيوقف عندما يراه الضرب والطعان.
وتوقف بركات اللحظة يتأمل سرحان المقبل عليه.. لا سيف فى يديه أو زرد عليه… فصالح به ساخراً:
- هل أنت ذاهب إلى العيد.. أيها الرعايد!.
تلعثم سرحان وأخرسته المفاجأة وقال:
- يا ولدى ما تفعله لا يرضاه الرحمن ذو الجلال… فكيف تستبيح دماء أهلك بنى هلال؟!
-الآن أصبحت من بنى هلال، أفرحى يا شريفة، وتقولها أنت بالذات من بين الرجال .. ومن كنت أنا عندما كنت فى سن الأطفال .. هه؟ .. أم تتهم أمي بالخيانة يا سرحان؟ أم أنك نسيت ما كان يا جبان؟
صاح سرحان وهو يحاول تجنب وخزات بركات له ولحصانه بالحرية من اليمين ومن الشمال.. وقال:
- نحن الآن رجال.. فلا تستمر فى فعال العيار… آخ الآن أنت بطل من الأبطال، وسيد .. أه من سادة بنى هلال!
صاح بركات وهو يخزه وخزة موجعة:
- أخرس يا ودون .. وأذهب وارتد سلاحك وابتعد للنزال يا بطال…
ثم هجم عليه هجمة مفتعلة وهو يخزه فى جنبه وخزة غير محتملة.. جعلته ينتفض من الألم وجعلت حصانه يقفز فى الهواء ملقيا به على الغبراء… ولم يتركه بركات بل هجم عليه مهوشاً .. فانطلق سرحان صارخاً مهرولاً.. مشوشاً.. بطريقة جعلت كل من رآه .. يضحك لمرآة .. إذا مضى يتعثر فى سراويله.. متفادياً بصعوبة وخزات بركات، مختبئاَ منها خلف الرجال .. متعثراً فى الأحجار والجبال وبركات لا يريد أن يتركه.. بل ظل خلفه هنا وهناك يهدم فوق رأسه خيمة بضربة أو يدرجه فوق الرمال بالحرية..
وسرحان لا يكلف عن الصياح والصراخ .. ملوحاً بيديه الخالتين من السلاح ورأي الأمير رزق ذلك المنظر الساخر، فغضب غضباً شديداً من ابنه ، وثار واندفع ليحول بين سرحان وبركات كالإعصار..
وهنا صاح ابنه فى استبشار.
- ها قد خرجت أخيراً من مخبئك لمصيرك يا جبار.
فهجم رزق عليه وقد قرر إنهاء هذا الموقف المهين الذى لم يعجبه.. وقرر أن يكون الوالد الذى يقوم ابنه ويؤدبه.. والتحم الاثنان فى قتال مرير.. اصطدم الأب مع الأبن الصغير .. وكان هذا هو المأزق الخطير .. الأدب ضد الأبن…
وهنا توقف الجميع عن القتال .. وقد خفق قلوب الرجال.. من بنى زخلان ومن بنى هلال، كلهم فزع ومشفق بما يكون:
سيف لسيف قتال الأبن والوالد..
يالهف قلبى عليه الباغى والجاحد..
من الذى سوف يحمل ذنب فعلته..
الله فوق الجميع وفى السما شاهد!
***
قال الراوى..
- اندفع بركات على حصانه شاهراً الحسام.. وهو يصيح صيحات الحرب ألحان الانتقام…
يا رزق لا تهرب
قد جاءك الفرسان
أخرج إلى الحرب
هيا إلى الميدان
بركات جاء إليك
يجزيك صنع يديك
نار على عينيك
تكشف لنا ما كان !
وانقض من ورائه فرسان بنى زحلان كالريح العاصف، يدفعهم للانتقام من زرق ما أصاحب ملكهم على يديه.. ساعتها فوجئ بنو هلال بالهجوم الخاطف فأسرعوا مذعورين واستطاع البعض الوصول إلى سلاحه.. بينما سقط الكثيرون قبل أن يتمكنوا من الوصول للخيول..
كان الخبر الذى وصلهم، أن بركات قد عرف أنه ينتمي إليهم .. وتوقعوا أن يمتنع عن قتالهم.. ولذا اطمئنوا وفرحوا بهذا الظن السعيد.. حتى فوجئوا بالهجوم الجديد، فأسرعوا يحتمون بالدروع والزرد الحديد، هيها.. هيهات .. كان الوقت قد فات .. وأعمل فيهم بركات وأصحاب السيوف فقتلوا منهم قبل أن يفتقوا المئات وجرحوا الألوف!!!.
وهنا خرج الأمير سرحان حيران، لا يكاد يصدق ما يرى.. فأمتطى الحصان بلا سلاح يريد أن يمنع ما جرى… كان يظن أن بركات سيلاقيه بالأحضان.. وسيوقف عندما يراه الضرب والطعان.
وتوقف بركات اللحظة يتأمل سرحان المقبل عليه.. لا سيف فى يديه أو زرد عليه… فصالح به ساخراً:
- هل أنت ذاهب إلى العيد.. أيها الرعايد!.
تلعثم سرحان وأخرسته المفاجأة وقال:
- يا ولدى ما تفعله لا يرضاه الرحمن ذو الجلال… فكيف تستبيح دماء أهلك بنى هلال؟!
-الآن أصبحت من بنى هلال، أفرحى يا شريفة، وتقولها أنت بالذات من بين الرجال .. ومن كنت أنا عندما كنت فى سن الأطفال .. هه؟ .. أم تتهم أمي بالخيانة يا سرحان؟ أم أنك نسيت ما كان يا جبان؟
صاح سرحان وهو يحاول تجنب وخزات بركات له ولحصانه بالحرية من اليمين ومن الشمال.. وقال:
- نحن الآن رجال.. فلا تستمر فى فعال العيار… آخ الآن أنت بطل من الأبطال، وسيد .. أه من سادة بنى هلال!
صاح بركات وهو يخزه وخزة موجعة:
- أخرس يا ودون .. وأذهب وارتد سلاحك وابتعد للنزال يا بطال…
ثم هجم عليه هجمة مفتعلة وهو يخزه فى جنبه وخزة غير محتملة.. جعلته ينتفض من الألم وجعلت حصانه يقفز فى الهواء ملقيا به على الغبراء… ولم يتركه بركات بل هجم عليه مهوشاً .. فانطلق سرحان صارخاً مهرولاً.. مشوشاً.. بطريقة جعلت كل من رآه .. يضحك لمرآة .. إذا مضى يتعثر فى سراويله.. متفادياً بصعوبة وخزات بركات، مختبئاَ منها خلف الرجال .. متعثراً فى الأحجار والجبال وبركات لا يريد أن يتركه.. بل ظل خلفه هنا وهناك يهدم فوق رأسه خيمة بضربة أو يدرجه فوق الرمال بالحرية..
وسرحان لا يكلف عن الصياح والصراخ .. ملوحاً بيديه الخالتين من السلاح ورأي الأمير رزق ذلك المنظر الساخر، فغضب غضباً شديداً من ابنه ، وثار واندفع ليحول بين سرحان وبركات كالإعصار..
وهنا صاح ابنه فى استبشار.
- ها قد خرجت أخيراً من مخبئك لمصيرك يا جبار.
فهجم رزق عليه وقد قرر إنهاء هذا الموقف المهين الذى لم يعجبه.. وقرر أن يكون الوالد الذى يقوم ابنه ويؤدبه.. والتحم الاثنان فى قتال مرير.. اصطدم الأب مع الأبن الصغير .. وكان هذا هو المأزق الخطير .. الأدب ضد الأبن…
وهنا توقف الجميع عن القتال .. وقد خفق قلوب الرجال.. من بنى زخلان ومن بنى هلال، كلهم فزع ومشفق بما يكون:
سيف لسيف قتال الأبن والوالد..
يالهف قلبى عليه الباغى والجاحد..
من الذى سوف يحمل ذنب فعلته..
الله فوق الجميع وفى السما شاهد!
***