من بركات إلى سلامة

من بركات إلى سلامة
قال الراوى…
بعد أن تغلب بركات على زرق وتمكن من أسره، وغلبة المفاجأة على أمره قال" بنو هلال":.
- كنا نظن أن رزق أفرس بنى هلال، ولكن بركات تغلب عليه.. وبانت له علامة فليكن أسمه من الآن بين الرجال .. " سلامة "!.
قال الراوى..
وهكذا أصبح " بركات " .. " سلامة " !!.
فمتى يصبح من " بنى هلال " ومتى يصير أبو زيد "؟ متى يصير الهلالي ؟!.
ثم أشد يقول:
هذا ستكشفه الليالي..
فغداً يصير هو الهلالي
بركات على الأبطال كان..
أبو زيد يزيد على الرجال…
***
قال الراوى..
أما ما كان من أمر الأمير رزق فقد حمله ولده أمامه على الحصان أسيراً..
ومضى به كالبرق حتى صار أمام خيمة أمه فأنزله.. ودفعه إلى الأمام . وحين شاهدته امه يدفع والده نهرته قائلة:
- عامل أباك باحترام يا ولد..
وأسكتته حين حاول الكلام فسكت فى كمد . وهنا جثا رزق على ركبتيه أمام خضرة وقال:
- سامحينى يا ابنة " الشريف" .. ظلمتك وظلمت ولدى.. بل ظلمت نفسى أكثر ..
بكت خضرة ومدت يدها إليه.. لترفعه من كبوته وافقاً على قدميه..
ونظرت بقوة فى عينيه.. وقالت:
- الظلم يا رزق ساعة .. والحق والصدق أقوى إلى يوم الساعة..
وهنا كبى زرق وحاول أن يحتضن بركان لكنه أمتنع عليه.. ودفعه بعيداً بذراعه.
قالت خضرة:
- رفقاً بأبيك يا بركات.. واستجب لنداء الدم فى عروقك..
ساعتها أخفى بركات ضعفه بغضب شديد. مخفيا بصعوبة، الدموع التى تساقط من عينيه.. وجذب رزق بقسوة ودفعه أمامه. وهو يصيح:
- ليس هذا أبى.. فأنا لم أكن له ابناً فى يوم من الأيام.. أبى هو المالك الزحلان.. الذى لم أرمنه يوماً أى فعل قبيح..
وقفت خضرة تراقبه فى صمت وهو يدفع أمامه بأبيه الأسيرة … نحو خيمة أبيه الراقد جريحاً جرح الموت فوق السرير!!.